رثاء الصديق الدكتور الشيخ سعود بن كائد القاسمي

بالنعي   جاءَ   كبرقٍ   صاعقٍ  خبرُ
 نعى   إليَّ   سعودًا    صاحبٌ   وأخٌ
قد أشعلَ  الفقدُ نارَ  الحُزنِ  تُحـرقُني
قد كدتُ أهلَكُ في بحرِ  الأسى  غرَقًا
قد مات خِلِّي سعود ٌ وهو   في  سفرٍ
هذا  ابن   كائدَ  طِيبُ   الذِّكر  خلَّده
كم   كنتُ   آمُل   في   بُرءٍ    لعلَّتِهِ
لا ذنبَ  للطبِّ  إن  لم يبـرَ   صاحبُنا
كم   عالجَ   الطبُّ    آلامًا    وأفئدةً
كلُّ   الخلائقِ  في   الدُّنيا    مسافِرةٌ
أصابَ  سهمُ  المنايا  قلبَ   صـاحبِنا
مَـن ذا  سيخلُدُ  في  الدنيا  إلى   أبدٍ
إذا   المنيَّةُ    حـانت    لا    يُؤخِرُها
ينأى  سعودٌ   ودمعُ  العينِ  منسـكبٌ
هيهاتَ  يَرجِـعُ  ذاك  الخلُّ  وا أســفي
فطارَ  نومي  وطـالَ   الليلُ  والســـهَرُ
 فكادَ  يَهلَكُ  من  حَرِّ  الأسى   حَجَرُ
 يومَ   الرحيلِ   فكادَ   القلبُ   ينفجرُ
تَصلي  الفؤادَ  وفي الأحشاءِ  تَستعِرُ
وهدّني  الهمُّ     والأشجانُ    والكَدَرُ
بداءِ   قلبٍ،   فقلبي   اليومَ   ينفطرُ
ما ماتَ من كان في الدنيـا   له  أثرُ
في مركزِ القلبِ في اْمْريكا فما ظفِروا
أودى به الداءُ  ما أودى   به  الكِبَرُ
وأعجَزَ  الطبَّ ما  يأتي   به   القَدرُ
والقبرُ  آخِرُ  ما يُفضي   لـه  السفرُ
وللمنايا     سهامٌ      غيرُهُ     أُخَرُ
إنّ  المنيَّةَ   لا    تُبقي    ولا    تذَرُ
حِذقُ  الطبيبِ  وما  يسعى به  البَشرُ
فالحزنُ   مستعِرٌ    والدمعُ    منتثرُ
أبيتُ   تُسهدُني    الأشجانُ   والفِكَرُ
والدمعُ    كالقَطرِ  فوقَ  الخدِّ  ينتثرُ

شعر: د. حجر أحمد حجر البنعلي