الشاعر العراقي معروف الرصافي

‏كان الشاعر العراقي: معروف الرصافي
‏جالسًا في دكان صديقه وكانا يتجاذبا أطراف الحديث، وإذا بإمرأة فقيرة تريد رهن طبق لشراء الطعام ولكن رفض صاحب الدكان
‏فلحقها الرصافي وأعطاها كل مافي جيبه

‏وعاد إلى بيته ولم يستطع النوم وكتب قصيدة تعد من روائع الشعر العربي

الأرملة المرضعة ..

قصيدة خالدة للشاعر صالح بن عبد القدوس

صالح بن عبد القدوس أبو الفضل البصري هو صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي. وهو شاعر عباسي كان مولي لبني أسد. كان حكيماً متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، واشتهر بشعر الحكمة والأمثال والمواعظ، يدور كثير من شعره حول التنفير من الدنيا ومتاعها، وذكر الموت والفناء، والحثّ على مكارم الإخلاق، وطاعة الله، ويمتاز شعره بقوة الألفاظ، والتدليل، والتعليل، ودقة القياس.

صَرَمتْ حبالَكَ بعـــدَ وصلكِ زينبُ
والدهـرُ فيه تصرُّمٌ وتقلبُ
ذهب الشبابُ فما له مــن عَودة
وأتى المشيب فأين منـه المهرب؟
لا تأمنِ الدهـر الخَئونَ فإنه
لا زال قِدمًا للرجــال يؤدِّب
واقنع ففي بعض القناعة راحـــةٌ
واليأس مما فات فهـو المطلب
واذا طمعتَ كُسيتَ ثــــوبَ مذلة
فلقــد كُسي ثوبَ المذلة أشعبُ
إن الحقــود وإن تقادم عهده
فالحقد باق في الصــــــــدور مغَيَّب
لا خير في ودّ امــــرئ متملق
حـلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ
وإذا توارى عنك فهــو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حـلاوة
ويـــــروغ عنك كما يروغ الثعلب
وصِلِ الكرامَ وإن رمَوكَ بجَفْوة
فالصفحُ عنهم بالتجاوزِ أصوب
واختر قرينك تصطفيه تفاخـرًا
إن القرين إلى المقـــارَن يُنسب
إن الغنيَّ من الرجـــال مكرَّم
وتراه يُرجى مــا لديه ويُرهب
ويُبشُّ بالترحيب عند قـدومه
ويقام عند سـلامه ويُقرّب
ودع الكـذوب فلا يكن لك صاحبًا
إن الكـذوب يَشين حرًّا يصحب
وزنِ الكـلام اذا نطقت ولا تكن
ثرثارة في كـــل نادٍ تخطب
واحفـظ لسانك واحترز من لفظه
فالمرء يسلم باللسـان ويعطب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعـد التنافر يصعب
إن القـلـوب إذا تنافر ودُّها
شِبه الزجــاجة كسرُها لا يُشعب
كن ما استطعت عـن الأنام بمعزِل
إن الكثير من الــورى لا يُصحب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
واحذر من المظلوم سهمًا صائبًا
واعلم بأن دعــاءه لا يُحْجَب
فلقـد نصحتك إن قبلت نصيحتي
فالنصح أغلى ما يبـاع ويوهب

صِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ

كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتاب أقرأها جيد . هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدوله العباسيه .الرجاء التمعن في كلماتها ومعانيها

صِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ

واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً
إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ

واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ
بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا

ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً
إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ

وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ
ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ

واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ
فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ

والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ
إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ

وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوه
نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ

لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ
 في الرِّزق بل يشقى الحريصُ ويتعبُ

ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً
والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ

كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ
رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ

وارعَ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ
واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ

وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا
مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ

وإذارُميتَ من الزمانِ بريبـةٍ
أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ

فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ
يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ

كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ
إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ

واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ

واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ

وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ
وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ

فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا
طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ

فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي
فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ